Saturday, March 1, 2014

قصة اسماء بنت ابى بكر

اســـماء ذات النطاقين هى اسماء بنت عبد الله بن عثمان (ابى بكر الصديق)- رضى الله عنه- وقد ولدت قبل بعثة النبى– صلى الله عليه وسلم- بااربعة عشر عاما، والمعروف فى التاريخ الإسلامى انها وابوها وزوجها وابنها واختها كانوا من الصحابة السابقين الى الإسلام، فاابوها الصديق ابو بكر ثانى اثنين؛ إذ هما فى الغار، وزوجها الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة، وابنها عبد الله بن الزبير اول مولود للمهاجرين بالمدينة، واختها لابيها ام المؤمنين عائشة، واخوها لابيها الصحابى الجليل عبدالرحمن بن ابى بكر- رضى الله عنهم اجمعين. 


أســماء وهجرة النبى صلى الله عليه وسلم: 

خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مهاجرا الى يثرب، ونجاه الله تعالى من ايدى الظالمين، الذين ترصدوا له على باب الدار يريدون قتله، وتوجه الى بيت الصديق ليصطحبه في رحلته، وفي تلك الاثناء تحكى اسماء، قائلة: صنعت سفرة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فى بيت ابى بكر حين اراد ان يهاجر الى المدينة فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لابى بكر: والله ما اجد شيئا اربط به إلا نطاقى، قال: فشقيه باثنين فاربطى بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت"، (والحديث رواه الإمام البخارى فى صحيحه)، وقد بشرها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما بعد:
"لقد أابدلك الله بنطاقك هذَا نطاقين فى الجنة" ولقبت منذ ذلك الحين بذات النطاقين وفى صباح ليلة الهجرة اسقطت فى ايدى قريش، وطاش صوابهم عندما علموا بخروج النبى- صلى الله عليه وسلم- من داره سالما من بينهم، وجنون فرعون الامة "أبو جهل" فاتى دار ابى بكر يطرق الباب فخرجت له اسماء فسألها: اين ابوك يافتاة؟ فاجابت- فى ثقة وإباء وهى تلمح الشرر يتطاير من عينى الطاغية-: "لا ادرى"، فما كان منه إلا ان صفعها على وجهها صفعةً شديدة اطارت قرطها من اذنها، لكنها لم تبال واستمرت واقفةً بالباب كالسد المنيع، وكان هذا الصمود سمة من سمات ذات النطاقين يذكره لها التاريخ بكل فخر واعتزاز؛ لتكون مثالا يحتذى لكل النساء المسلمات على مر الدهور وفى الدفاع عن الحق نجد للسيدة اسماء موقفًا آخر تضمه الى رصيدها، إذ يذكر التاريخ ان جدها ابا قحافة والد ابى بكر الصديق- رضى الله عنه-، وكان شيخا هرما اعمى ما زال يصر على وثنيته وشركه، واراد ان يعرف الوجهة التى اليها ذهب ابنه الصديق- رضى الله عليه وسلم- مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتولت اسماء - رضى الله عنها- الرد عليه وهى تعطى النساء درسا فى الكتمان والسرية، قائلة: "لا ادرى ياجداه" لتتعلم نساؤنا ان قلة الكلام خير من كثيره، وانه من الخير الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، فليس كل ما يعرف يقال واراد ابو قحافة جدها ان يثير حنق الابناء على ابيهم فقال إنى على يقين ان اباك لم يترك لكم درهما واحدا، لقد ضيع كل امواله وثروته فى تحرير العبيد وعتقهم من الرق؛ تقربا الى ربه ونبيه على حد زعمه، لقد افقر نفسه وافقركم معه وهنا يتبدى ذكاء السيدة اسماء وحضور ذهنها، إذ تشير الى ام رومان زوجة ابيها والى اختها عائشة ألا ينطقا بكلمة، وقالت لجدها ابى قحافة: بل ترك لنا الكثير، ثم تناولت كيسا عمدت الى ملئه حصى وهزته فااشبه الصوت خشخشة الدراهم فسكنت ثائرة الرجل وهدأ ثم قام منصرفا معلنا بذلك انتصار ذات النطاقين بتضحيتها وإيمانها وذكائها وتوقّد ذهنها وحبها العملى لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولابيها رضى الله عنه ولم يمنع ذات النطاقين حملها من توصيل المؤن والطعام لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولابيها- رضى الله عنه- فى غار ثور وهما فى طريق الهجرة الى المدينة رغم وعورة الطريق، إذ تضطر من اجل الوصول الى الغار الى تسلق الجبال والهضاب، وكان حاديها فى هذا الخروج، الرغبة فى نصرة الدعوة ودين الله وتقديم ما يمكن تقديمه فى سبيل الله، ونساء البيت مثل رجاله، لديهن الاستعداد للقيام بالمهام الصعبة، وهى نصرة دين الله وحمايته من كيد الاعداء.

0 التعليقات:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More