Wednesday, March 5, 2014

قصة على مبارك

 مقدمة توضح أن الحياة مزاج من السعادة والشقاء وأنها لا تسير على نظام موحد، وأن حياة "على مبارك" كانت سعيدةً فى حكم عباس وحينما جاء سعيد سمع لحساد "على مبارك"، فأبعده عن نظارة المعارف بل أراد أن يتخلص منه فأرسله فى فرقة من الجيش لمساعدة الأتراك فى حربها ضد روسيا لعله لا يرجع، ولكن أبناء الشعب لم ينسوه فخرجوا يودعونه بالأناشيد والهتافات اعترافًا بفضله. 

ـ وقد كان فى هذا الإبعاد خير "لعلى مبارك" حيث زادت ثقافته وقابل رجالاً أعجبوا به وقدروه، ولما عاد إلى البلاد كان جزاؤه إنهاء خدمته فأقام فى بيت متواضع وعاش فقيرًا متألمًا وأراد أن يرجع إلى بلده يشتغل بالزراعة، ولكنه استدعى وأسندت إليه بعض الوظائف التى لا تتفق مع ثقافته وكفاءته ولكنه قبلها وشغل نفسه بالتأليف، فألف فى الهندسة والنظم العسكرية ثم استغنى عن خدماته فعاد إلى البطالة وتراكمت عليه الديون فصبر وسلم أمره لله ولكن الله فتح له بابًا من الرزق فى العمل الحر. 

ـ فقد دعاه أحد أصدقائه لحضور بيع مهمات للحكومة كان مشرفًا على بيعها، وتقدم التجار لشراء هذه الأشياء بأثمان بخسة، فأخذته الدهشة؛ لأن الأشياء التى تباع تؤخذ بأتفه الأثمان وهى غالية الثمن، فقرر أن يمارس هذه التجارة ولكن بأثمان ليس فيها بخس؛ فربحت تجارته، واكتفى بالربح القليل وأبدى فى هذا المجال مهارةً كبيرةً حتى كاد يقنع بهذه الحال، ولم يفكر فى علمه ومعارفه وكاد ينسى الوظائف الحكومية. 

ـ حتى فوجئ بدعوة من الوالى الجديد (إسماعيل)؛ يدعوه إلى العمل معه للنهوض بالأمة، وجعله ضمن حاشيته ومن الخاصة الذين يؤخذ رأيهم ويعتمد عليهم، وأثنى عليه ثناء يليق بما عرف عن "على مبارك" من نشاط وإخلاص فى خدمة الوطن. وكان مما قاله له: إذا كان غيرى ممن سبقونى لم يعرفوا قدرك فأنا أعرفه جيدًا وأود أن تضع يدك فى يدى لإصلاح البلاد ورفع شأنها. 

ـ فسر "على مبارك" بهذه الفرصة، فقد أسند إليه إدارة كثير من مرافق الدولة فنهض بها وعمرها سواء أكانت مستشفيات أو سكة حديد أو سجون أو شق ترع إلى غير ذلك من مرافق الدولة

0 التعليقات:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More